أحزاب لبنانية تهاجم الحكومة بسبب قرارها بشأن الطلاب السوريين

أحزاب لبنانية تهاجم الحكومة بسبب قرارها بشأن الطلاب السوريين

[ad_1]

غالبا ما يتم تحميل السوريين في لبنان مسؤولية الأزمات العديدة التي تعاني منها البلاد (Getty/archive)

استنكرت عدد من الأحزاب السياسية في لبنان ما أسمته قراراً “خطيراً” من جانب الحكومة بإصدار شهادات للطلاب السوريين غير المسجلين في البلاد، معتبرة أن ذلك من شأنه أن يساعد في تسهيل تجنيسهم.

ونص قرار صادر عن وزارة التعليم الأسبوع الماضي على أن الطلاب اللاجئين السوريين الذين اجتازوا الامتحانات الرسمية سيحصلون على شهادات تسمح لهم بالالتحاق بالمعاهد الفنية للعام الدراسي 2024-2025، حتى لو لم يكن لديهم تصاريح إقامة قانونية.

في لبنان، تقدم المدارس التقنية والمهنية العامة تعليماً معتمداً على جميع المستويات، بما في ذلك شهادة متوسطة تُمنح للطلاب في الصفوف من السابع إلى التاسع، وشهادة ثانوية للصفوف من العاشر إلى الحادي عشر، ودبلوم فني أعلى، ورخصة فنية.

انتقدت القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر – الحزبان المسيحيان الرئيسيان في لبنان اللذان عارضا منذ فترة طويلة وجود أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين في البلاد – مرسوم الحكومة، وطالباها بالتراجع عن قرارها على الفور.

وتتولى السلطة التنفيذية في لبنان حاليا تصريف الأعمال وسط فراغ رئاسي دام قرابة العامين.

ويقول الطرفان إن منح الشهادات للطلاب السوريين الذين لا يملكون تصاريح إقامة قانونية والسماح لهم بالتسجيل في المعاهد التقنية اللبنانية من شأنه أن يبقيهم في البلاد، على الرغم من وضعهم القانوني.

وأبدى التيار الوطني الحر غضبه إزاء القرار، وقال في بيان إن “هذا من شأنه أن يشجع العائلات السورية المقيمة في لبنان بصورة غير شرعية على البقاء، طالما أنها حصلت على ضمان التعليم الجيد”.

وأضاف البيان أن “التيار الوطني الحر سيتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة ضد هذا القرار غير القانوني حماية لمصالح البلاد”.

ورددت القوات اللبنانية بيان منافسها السياسي، ووصفت القرار بأنه غير قانوني وأنه “لن يشجع السوريين في وضع غير نظامي على البقاء في لبنان فحسب، بل سيدفع أيضاً الموجودين في سوريا إلى إرسال أبنائهم للتسجيل في المعاهد الفنية في لبنان، على حساب الطلاب اللبنانيين”.

استنكار القرار

وتحدث مسؤولون من أحزاب أخرى أيضًا ضد قرار وزارة التعليم.

بدورها، أصدرت وزارة التربية والتعليم العالي برئاسة وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي بياناً نهاية الأسبوع دافعت فيه عن المرسوم.

وجاء في البيان أن القرار “لا يسهل بأي حال من الأحوال إقامتهم (اللاجئين السوريين) في لبنان ما لم يتم ترخيصهم من قبل السلطات، حيث يتولى الأمن العام (الجهاز) اتخاذ الإجراءات المناسبة”.

إن جهاز الأمن العام في لبنان مسؤول عن إصدار الوثائق القانونية للمواطنين والأجانب.

وأكدت الوزارة أن “المسار التعليمي للنازحين السوريين مستقل تماما عن مسار الطلاب اللبنانيين”، مضيفة أن هذا الإجراء لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على الطلاب اللبنانيين.

لكن وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار قال إن أعضاء مجلس الوزراء لم يُمنحوا الوقت الكافي لمناقشة الأمر، مشيرا إلى أن القرار اتخذ خارج جدول أعمال مجلس الوزراء.

وقال إن تفسير الحلبي لموافقة وزارته على هذا المرسوم “كان مختصرا.. في وقت لم يتمكن الوزراء من دراسة أبعاده لاتخاذ القرار المناسب”.

وعلى غرار القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، طلب نصار من وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال “تجميد القرار قبل إعادة مناقشته في الحكومة، وحصره فقط بالطلاب السوريين المقيمين بصورة شرعية في لبنان”.

لكن نصار أوضح أن قرار مجلس الوزراء “يمنع تسجيل أي طالب سوري لا يملك إقامة قانونية للعام الدراسي 2025-2026”.

يعيش في لبنان حاليا نحو مليوني لاجئ سوري بعد فرارهم من الحرب في سوريا، مما يجعل لبنان البلد المضيف الأول للاجئين لكل فرد ولكل كيلومتر مربع في العالم، وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. لكن العديد منهم غير موثقين، مما يجعل من الصعب جمع أرقام دقيقة.

وكثيرا ما تعرض اللاجئون السوريون للهجوم من قبل العديد من المسؤولين اللبنانيين، الذين يزعمون أن اللاجئين أصبحوا يشكلون عبئا إضافيا على الاقتصاد اللبناني المتضرر بشدة والبنية التحتية المتداعية.

ويتهم اللبنانيون أيضا الأمم المتحدة والقوى الأجنبية بالتآمر لتجنيس السوريين في لبنان من خلال منعهم من العودة إلى سوريا، حيث يتعرض العديد منهم لخطر الاعتقال أو حتى القتل.

لكن مسؤولين آخرين ونشطاء وجماعات حقوقية ردوا على هذا الخطاب، قائلين إن أزمات لبنان هي نتيجة لعقود من الفساد المستشري وسوء الإدارة من قبل النخبة الحاكمة.

ورد العديد من الناشطين على الحملة الأخيرة، قائلين إنه سواء كان لدى الطلاب السوريين تصاريح إقامة سليمة أم لا، فهذا لا ينبغي أن يكون ذريعة لمنعهم من الوصول إلى حقهم الأساسي في التعليم.

[ad_2]

المصدر